وتشير الدراسة التي أجراها فريق طبي مختص من المعهد الطبي الرياضي التابع لكلية الطب
بجامعة كارل الشهيرة في براغ، إلى أن الجري يعود الجسم على قدرة التحمل ويفيد عمل القلب
والرئتين ويقوي العظام ويحسن عمل الذاكرة وكذالك المزاج، بسبب تحريره للهرمونات المعروفة
باسم أندورفيني المسؤولة عن المزاج الجيد.
وتؤكد الدراسة أن عمل الدورة الدموية يتحسن إلى الأفضل بعد كل عملية جري منتظمة، وخاصة
تلك التي تستغرق قطع مسافات طويلة الأمر الذي يعود القلب على تحمل الجهد وتحسن
مستويات الكولسترول في الدم، مما يعني التخفيف من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل ضيق
الشرايين.
ولفتت الدراسة إلى أن المستفيد الأكبر من الجري المنتظم هم من دخلوا الأربعين من عمرهم،
لأن هؤلاء ينتقلون من مرحلة النشاط الحيوي إلى مراحل يتراجع فيها النشاط (فتور الهمة) مثل
الجلوس لساعات طويلة في المكاتب والتنقل بالسيارات.
أولدرجيخ براجان الطبيب الجراح التشيكي المشهور في براغ قال للجزيرة نت إن الجري المنتظم
يحسن بالدرجة الأولى عمل الذاكرة ونفسية الإنسان، كما أنه يعالج بعض الحالات التي يعاني
أصحابها من إشكاليات قبل النوم.
وينوه براجان بأنه رغم الفوائد العديد والثمينة للجري المنتظم، لكن هناك نتائج سلبية قد تحدث
للأشخاص المرضى والذين يعانون من ضغط الدم المرتفع وكذالك الأشخاص المصابين بالسكري
والربو والمفاصل، أو لديهم مشاكل في القلب، وكذالك الذين تم أجريت لهم عملية جراحية قبل فترة
وجيزة، وكذلك الأشخاص البدناء الذين يفوق وزنهم طولهم.
ويؤكد براجان أن تأثير الجري على الجسم يظهر بعد أسابيع معدودة، عبر شعور الشخص بأن ثقته
بنفسه قد تعززت، وزوال الكآبة في حال وجودها بالإضافة لخلوده إلى النوم دون إشكالات.