لم يبخـل أهلها عليها بشيء يوما ما، بل إنهم يغدقون عليها المال طلبا لسعادتها، لكنها كانت - كأي فتاة - تطمح للإقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة. . وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينة ، فإذا بها
تسمع صوت رجل أتقن الإحتيال عليها وفي تجاذب أطراف الكلام معها فأطار السهاد عن عينيها . كانت تتمتم في الكلام ، لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات ، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال ثم أغلق سماعة الهاتف ! ! هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها . وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه . وبدأ يمنيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه . ثم ماذا؟؟ أريد أن أرى وجهك ! ! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص . لكن لم تتقدم لخطبتي ولم . . . ولم. . وأخاف . . ويمكن ، بهذه العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة . . لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين ، ثم يغلق السماعة . كانت الفتـاة تلك قد تعلقت به ، وظنت أنـه أملهـا تلاشى . فحزنت لأنها لم تجب طلبه . . وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب "صديقها" لتلبي رغبته ، ولكن من وراء نافذة المنزل ، ولم يمانع ذلك المتلصص ، لأنه قد أعد "طعما" آخر يصطادها به ، فلما حقق مطلبه ، طالبها بالخروج معه ، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه ؟؟ ثم يبحث عن شريكـة صادقـة وجـريئة لحياته غيرها، هكذا يتبجح . ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها. . تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية؟؟ نعم إلى الهاوية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى..ضاعت الفتاة ضاع الشرف وتركها ملوثة بعارها ! !.