تعريف الرحم: أي الأقارب، وهم من بينه وبين الآخر نسباً سواء رجالاً أو نساء.
وصلة الرحم: الإحسان إلى قرابتك بما تيسر بحسب حالك وحالهم، من إنفاق أو زيارة أو طاعة أو عون على حاجة أو دفع ضرر ونحو ذلك، وبمعنى جامع: إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر.
حكم صلة الرحم: يقول القاضي عياض: ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، والصلة درجات أقلها السلام وعدم الهجر، والصلة تكون حسب الحاجة والقدرة، وتكون بالمال والزيارة كما تكون كذلك بعيادة المريض وإجابة الدعوة، والتنهئة بما يسر والتعزية في المصائب والمساعدة في سداد الدين وغيرها من مظاهر صلة الرحم.
القرآن الكريم يحث على صلة الرحم: هناك الكثير من آيات القرآن الكريم تدعو وتحث المؤمنين على صلة أرحامهم ومن ذلك قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل) وقوله: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) وقوله: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) وقوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل) وقوله: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).
من فوائد صلة الرحم:
1- صلة الرحم من الأعمال التي تدخل الجنة: فعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة! فقال القوم: ماله.. ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم» رواه البخاري.
2- بسط الرزق والبركة في الأعمار: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه». متفق عليه.
3- استصحاب معية الله عز وجل بالإحسان والتأييد للواصل: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قال: بلى يا رب، قال: فهو لكِ».. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) رواه البخاري.
قال العلماء: حقيقة الصلة العطف والرحمة، فصلة الله تعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه.
4- مضاعفة الأجر للواصل وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية: فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة» رواه الترمذي.
ويقول عمر بن دينار رحمه الله تعالى: «تعلم أنه ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجراً من خطوة إلى ذي رحم».
جملة من الآثار وأقوال العلماء في صلة الرحم:
* قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (لأن أصل أخاً من إخواني بدرهم أحب إليّ من أن أتصدق بعشرين درهماً، ولأن أصله بعشرين درهماً أحب إليّ من أن أتصدق بمائة درهم، ولأن أصله بمائة درهم أحب إليّ من أن أعتق رقبة).
* قال عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-: لدرهم أضعه في قرابتي أحب إليّ من ألف أضعها في فاقة، قال له قائل: يا أبا محمد وإن كان قرابتي مثلي في الغنى؟ قال: وإن كان أغنى منك.
* قال الطيبي -رحمه الله-: إن الله يبقي أثر واصل الرحم في الدنيا طويلاً فلا يضمحل سريعاً كما يضمحل أثر قاطع الرحم.